كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
خرج المسؤولون اللبنانيون الذين زارتهم الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس الثلثاء، من لقاءاتهم معها، مرتاحين، وعمموا جميعم أجواء إيجابية بعد الاجتماعات، مطمئِنين اللبنانيين الى انهم لم يسمعوا منها تهديدات وأن لا حرب في الأفق، كما كان يشاع قبل أن تحط في بيروت.
لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، بات واضحا ان الدبلوماسية الاميركية حملت الى الدولة اللبنانية عروضاً للتفاوض مع إسرائيل، وقد كان هذا المطلب (اي الجلوس الى الطاولة مع تل أبيب) العنوان الابرز لجولتها اللبنانية. اورتاغوس طرحت في بعبدا وعين التينة والسراي، توسيع عمل لجنة “الميكانيزم” وأبدت جهوزية الإدارة الأميركية لمساعدة لبنان في طروحاته. وقدمت أمام برّي خيارين، الأول هو التفاوض المباشر مع إسرائيل والثاني التفاوض غير المباشر عبر لجنة الميكانيزم وربّما تتوسّع وتضمّ مدنيين وقد يكون هذا هو المخرج الذي يُعمل عليه. والمدنيون الذين تتحدث عنهم، هم وزراء أو مسؤولون لبنانيون رفيعو المستوى.
اورتاغوس لم تهدد بالحرب اذًا الا انها رسمت خارطة طريق لتفادي الحرب والتصعيد، وأهم خطوطها التفاوض المباشر او بحضور مدنيين لبنانيين. هنا بيت القصيد. فكيف سترد اسرائيل وايضا لبنان الرسمي على هذا الطرح؟ المعلومات الأولية لبنانيا، اشارت الى تجاوب مع هذه الافكار، الا اننا اعتدنا في لبنان على ان يقال الشيء ونقيضه وعلى ان يتم التراجع عن كل ما يزعج حزب الله. في الايام القليلة الماضية مثلا، وبالتزامن مع قمة شرم الشيخ، أبدى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون رغبة بالذهاب الى التفاوض لان لبنان لا يمكن ان يبقى خارج القطار الذي انطلق في المنطقة. الا ان بري خرج بعد ايام، لينعى مبادرة عون ويعلن ان خيار الدبلوماسية سقط وان لا حل الا عبر الميكانيزم.
اليوم، تضيف المصادر، يبدو ثمة قبول بما اقترحته أورتاغوس لناحية توسيع هذه اللجنة. لكن الكل يعلم بأن حزب الله متشدد في رفضه هذه الفكرة ويعتبرها نوعا من التطبيع مع إسرائيل، وهذا ما كان يردده ابان التفاوض على الترسيم البحري.
فما موقفه من هذا الطرح اليوم؟ وماذا لو رفضه؟ هل سنرى الدولة اللبنانية تعود للتصلب حيالها ونسمع رئيس المجلس يرفضها؟ اذا حصل هذا السيناريو، فإن حظوظ الحرب الاسرائيلية، التي هلل المسؤولون بأن اورتاغوس لم تهددهم بها، ستعود لترتفع، خاصة اذا كان مسار حصر السلاح بيد الدولة، جنوب وشمال الليطاني، لم ينته بعد، فحذار النوم على حرير، تختم المصادر.




