ألقى العلامة السيد علي فضل الله خطبتي صلاة الجمعة من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، بحضور عدد من الشخصيات العلمائية والسياسية والاجتماعية، وحشد من المؤمنين.
وتطرق في خطبته السياسية إلى الاعتداءات الإسرائيلية، قائلاً إنّها “لا تبدو أنها ستتوقف بل نخشى أن تزداد”، مشيراً إلى الغارات التي طاولت العديد من المناطق، وكان آخرها في البقاع والجنوب، وأدت إلى ترويع الأطفال وهم على مقاعد الدراسة واستشهاد العديد من المدنيين، إلى جانب مواصلة “مسلسل الاغتيالات والممارسات العدوانية في قرى الشريط الحدودي لمنع الأهالي من العودة الآمنة إليها”.
وأكد فضل الله “ضرورة تحمّل الدولة مسؤولياتها تجاه أهالي الشريط الحدودي الذين أصروا على البقاء في قراهم رغم المخاطر، ومدّ يد العون لهم لتثبيتهم في أرضهم وتأمين متطلبات الحياة الكريمة لهم”، مثمّناً جهود المؤسسات والجمعيات التي “تقوم بواجبها رغم الحصار والتضييق”.
وأشار إلى أنّه “في هذا الوقت، تتصاعد وتيرة التهديدات للبنان بقرب شنّ حرب عليه”، لافتاً إلى “العدد غير المسبوق للمسيرات التجسسية التي طاولت الأراضي اللبنانية كافة من الجنوب إلى الشمال ومن الشرق إلى الغرب وعلى علوّ منخفض، والتي لم توفّر حتى المقار الرسمية للدولة”، إضافةً إلى المناورات العسكرية الإسرائيلية على مقربة من الحدود، وإلى “التهديدات الصادرة عن جنرالات العدو وأركان حربه، وما تبعها من مواقف للمبعوث الأميركي الذي أعطى الحرية للكيان الصهيوني بتصعيد الحرب على لبنان”.
وأضاف، “لقد أصبح واضحاً أن الهدف من كل هذه التهديدات هو دفع لبنان للتسليم لشروط العدو وإملاءاته التي لا تقف عند حدود، ما يفرض على اللبنانيين أن يرتقوا إلى مستوى التحديات والمخاطر التي تستهدف أمنهم واقتصادهم وسيادتهم”.
وأكد فضل الله “ثقته بقدرة اللبنانيين، من خلال تماسكهم ووحدتهم واستنفار عناصر قوتهم، على الوقوف في وجه ما يُخطط لهم”، داعياً إلى “حلّ الخلافات الداخلية التي باتت خبز اللبنانيين اليومي، منعاً لاستفادة العدو من التناقضات الداخلية أو من استفراد أي فريق لبناني”.
وقال: “على اللبنانيين أن ينظروا بعين الوعي والمسؤولية إلى ما يجري، وألا يهونوا من تداعياته على وطنهم، وألا ينسوا أن هذا الكيان عدو لكل المكونات اللبنانية المتمسكة بانتمائها الوطني”.
ودعا فضل الله الدولة اللبنانية إلى “عدم الغياب عمّا يجري، وأن تكون حاضرة بكل مكوناتها، وألا يقتصر دورها على إصدار بيانات الإدانة، بل أن توحّد جهودها وتضع خطة طوارئ أمنية واقتصادية ومالية لمواجهة التطورات المحتملة، وتستنفِر جهودها السياسية والديبلوماسية لوقاية لبنان من أي عدوان”.
وأكد أنّه “رغم حجم الضغوط والتغطية التي يحظى بها العدو، فإنّ ذلك لا يعني الرضوخ لإملاءاته”، مشدداً على أن “لبنان ليس بالضعف الذي يُصوَّر به، وأرضه التي ارتوت بدماء أبنائه تشهد على صموده وتاريخه”.
وفي الشأن الفلسطيني، تطرّق فضل الله إلى الوضع في غزة، قائلاً إنّها “تنتظر المرحلة القادمة لتطبيق الاتفاق”، معرباً عن أمله في أن “تتحقق من خلالها طموحات الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وامتلاك قراره على أرضه”.
وحذّر من “محاولات العدو التنصّل من التزاماته، كما فعل بعد استعادة الأسرى، حيث شنّ غارات جديدة أودت بمزيد من الضحايا”، مشيراً إلى أن “إسرائيل تسعى لتعطيل أي مفاعيل للاتفاق، واستكمال مشروعها بإنهاء القضية الفلسطينية عبر تدمير ما تبقى من قطاع غزة وتهجير الشعب الفلسطيني، وهو ما بدأته بقرار الكنيست التمهيدي لإلحاق الضفة الغربية بكيانها”.
وختم داعياً الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى “مواصلة الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه حتى ينال حقوقه المشروعة على كامل أراضيه”.




