أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” في لبنان في بيان، أن “استمرار الهجمات الإسرائيلية بشكل شبه يومي على مناطق مختلفة في لبنان، واحتلال القوات الإسرائيلية نقاطا عدة على طول الحدود الجنوبية، يتسببان بمنع النازحين من العودة إلى بيوتهم، ويعيقان قدرة الناس على التعافي، ويحدان من حصولهم على الرعاية الصحية”.
وأشارت إلى أن “في جنوب لبنان، دمرت الحرب البنية التحتية، بما في ذلك الرعاية الصحية”، وقالت: “في ذروة التصعيد، أُخليت ثمانية مستشفيات، معظمها في المناطق الجنوبية، بينما تضرر 21 مستشفى، أي نحو 13 في المئة من إجمالي مستشفيات البلاد، أو أُجبرت على الإغلاق أو خفضت خدماتها بشكل جذري بحسب منظمة الصحة العالمية. وكذلك، أُغلقت أبواب 133 من مرافق الرعاية الصحية الأولية، وفقدت النبطية وحدها 40 في المئة من طاقة مستشفياتها الاستيعابية. واليوم، يستمر إغلاق الكثير من المرافق المتضررة، وعدّة منها تحتاج إلى إعادة تأهيل”.
وشددت على أنها “أطلقت بعد التصعيد، أنشطة جديدة في المحافظات الأشد تضررا، في النبطية والجنوب وبعلبك – الهرمل، بينما أبقت على وجودها وبرامجها الأساسية في بيروت والبقاع والشمال. وفي المحافظات الجنوبية، حيث لا تزال الخدمات المتوافرة غير متاحة ماديا لكثير من العائدين”.
ولفتت إلى أنها “أنشأت عيادات ميدانية لضمان حصول السكان على الخدمات الطبية والنفسية الأساسية مجانا، وتعمل على إعادة تأهيل ودعم ثلاثة مراكز للرعاية الصحية الأولية كي تعيد تقديم خدماتها في مناطق العودة”، وقالت: “في الفترة الممتدة بين 23 أيلول 2024 و1 أيلول 2025، قدمنا في العيادات الدائمة والميدانية 175,338 استشارة طبية و14,179 استشارة فردية في مجال الصحة النفسية و12,433 استشارة جماعية في مجال الصحة النفسية”.
وأكدت أن “فرقها تشهد على التكلفة البشرية للتصعيد والآثار الطويلة الأمد للحرب”، وقالت: “تتزايد الحاجات المرتبطة بالصحة النفسية، إذ يعاني الأطفال والبالغون على حد سواء من الصدمة والقلق والخوف المستمر، وإن فرقنا ملتزمة تقديم الخدمات في لبنان حيثما دعت الحاجة، وضمان حصول السكان من لبنانيين ولاجئين ومهاجرين على الرعاية الصحية الحيوية، في ظل الحاجة الملحة إلى الخدمات الطبية والنفسية والإنسانية في البلاد”.
وأشارت المرشدة النفسية العاملة في عيادة “أطباء بلا حدود” الميدانية في محافظة النبطية ثروت سرائب، إلى أن “الحروب تترك آثارا هائلة على السكان المتضررين بشكل مباشر”، وقالت: “لا يمر يوم واحد هنا من دون أن يعايش الناس الدمار مجددا، وأصوات المسيرات، واحتلال الأراضي المستمر، والغارات الجوية التي لا تتوقف، فكلها تعمق من معاناة الناس”.
ومن جهته، قال المنسق الطبي لبرامج “أطباء بلا حدود” في لبنان الدكتور داروين دياز: “مر عام منذ أن صعدت إسرائيل حربها في لبنان، ورغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في تشرين الثاني 2024، فالحرب لم تضع أوزارها، والأزمة الإنسانية لم تنته بعد. لا يزال هنالك أكثر من 82,000 شخص نازح، وتعاني آلاف العائلات للحصول على الرعاية الصحية، فيما تحاول إعادة بناء حياتها في ظل انعدام اليقين”.