جاء في “الراي الكويتية”:
كان بارزاً أن محطة يزيد بن فرحان، وهو المكلف الملف اللبناني في الخارجية السعودية والتي أفيد أنها تتّسم بإيجابيةٍ ورغبةٍ في دعم بيروت على صعيد «العبور الآمِن» من نفق الأزمات والتحديات، سَبَقَها موقف للأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ظاهِرُه تهْدويّ تجاه المملكة التي دعاها إلى «فتْح صفحة جديدة مع المقاومة» ولكن جوهره وفق خصوم الحزب ينمّ عن «سوء فهْم» للتحولاتِ العميقة في واقعه بعد «حرب لبنان الثالثة» كما المتغيرات الجيو – سياسية في الإقليم والأهمّ أنه يَعكس إما «سوء قراءة» وإما «تَعَمُّد» إساءة قراءة مجمل مقاربة الرياض للوضع في «بلاد الأرز» وللتطورات في المنطقة.
وتقاطعتْ تقارير في بيروت عند أن رسائل قاسم «لم تَلْقَ صدى» عند مَن يعنيهم الأمر، مع ما نقلته وسائل إعلام عن مصادر مطلعة على الموقف السعودي أنه «إذا كان حزب الله جدياً بشأن فتح صفحة جديدة مع المملكة فعليه أن يلتزم بقرارات الدولة اللبنانية» و«أن العلاقة هي من دولة إلى دولة».
ورأت مصادر على خصومة مع الحزب أن جوهر موقف قاسم كما الشكل الذي اتخذه، يؤشر من زاوية إلى أن الحزب يضع نفسه بمصاف الدولة، كي يتوجّه إلى دولة أخرى، وهنا السعودية، كي «تفتح صفحة جديدة مع المقاومة»، كما يَعكس من جهة أخرى اعتمالَ حالِ «الإنكار» للمتغيرات في الداخل والخارج وصولاً إلى «اشتراط» الأمين العام أن تكون الصفحة الجديدة على قاعدة حوار مع المملكة حدّد مرتكزاته الـ 6 التي حملتْ إحداها «امتحاناً» للرياض تحت عنوان «حوار مبني على أن إسرائيل هي العدو، وليست المقاومة»، ناهيك عن تمسُّكٍ ثابت برفْض تسليمِ السلاح واعتبار المقاومة حاجة أكبر في ضوء العدوان الاسرائيلي على قطر «فما بعد ضربة قطر ليس كما قبْلها».
ورأت أن الحزب يَعتقد في ضوء الاعتداء من إسرائيل على قطر وتشظياته متعددة الاتجاه، أن بالإمكانِ الخروج من عزلته وتوظيف التشدد العربي – الخليجي خصوصاً تجاه تل أبيب كـ «درعٍ» لحماية ما بقي من مشروعه الذي يشكّل في عمقه امتداداً لإيران، وسط وَهْمِ أن الدولَ الخليجية في وارد خوض حوارات حول عناوين ذات صلة بسيادة لبنان ودولته مع حزبٍ أياً يكن، أو أن المملكة بعد ما تعرّضتْ له الدوحة يمكن أن تعتمد ما هو أقلّ من خيارات «الدول المحورية في العالم» وفق ما عبّرت عنه اتفاقية الدفاع المشترك مع باكستان التي شكلت بكل المعايير تَطوّراً جيو- سياسياً تفهم إسرائيل مغزاه جيداً.