في ظل التحول الرقمي المتسارع وتزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في العمليات اليومية، تتعاظم التهديدات الأمنية التي تواجه المؤسسات في المنطقة. وفي على هامش فعاليات معرض (جيتكس جلوبال 2025)، كشف أرتيم فولودن، الرئيس التنفيذي لشركة (SearchInform) في الشرق الأوسط، عن ثلاثة توجهات رئيسية تشكل مشهد التهديدات السيبرانية اليوم، محذرًا من أن التهديدات الداخلية أصبحت أضعف حلقة في أمن المؤسسات حاليًا، وقدم إحصاءات صادمة حول كلفة الاختراقات وتأثير الموظفين على أمن البيانات.
التهديدات الداخلية.. القصة الصامتة للأمن السيبراني:
تتغير خريطة التهديدات السيبرانية اليوم بوتيرة غير مسبوقة، وقد أوضح أرتيم فولودن، الرئيس التنفيذي لشركة (SearchInform) في الشرق الأوسط، أن أبرز المخاطر تتمثل في ثلاثة توجهات رئيسية، تشمل: التزييف العميق (Deepfakes)، والهندسة الاجتماعية المدعومة بالذكاء الاصطناعي (AI & Social Engineering)، والتهديدات الداخلية (Internal Threats).
وأكد فولودن، أن الخطر الداخلي بات الأكثر تعقيدًا، إذ قد ينشأ من موظف يتعمّد تسريب بيانات مقابل مكسب مادي، أو من آخر يرسل معلومات حساسة دون إدراك خطورتها. وأضاف: “شركتنا تركز تحديدًا في التهديدات الداخلية، لأنها تمثل الخطر الصامت الذي لا يمكن رصده بسهولة من الخارج”.
شركة (SearchInform) تركز على ثلاثة محاور للحماية:
أكد فولودن، أن شركة (SearchInform،) تعمل على ثلاثة محاور رئيسية في حماية المؤسسات، وتشمل:
- منع تسريب البيانات (Data Leakage Prevention): مهمتنا الأساسية هي منع أي تسرّيب للبيانات الحساسة من المنظمة. سواء كان هذا التسريب ناجمًا عن فعل غير مقصود أو عن دوافع محددة من الموظفين، فإن حلولنا مصممة للتصدي لهذه المخاطر بفعالية.
- مكافحة الاحتيال الداخلي (Internal Frauds): ينصب تركيزنا الحاسم على تأمين المؤسسة من الداخل عبر مراقبة السلوكيات والأنماط المشبوهة ومنع وقوع أي عمليات احتيال مؤسسي داخلها.
- تسهيل الامتثال (Compliance): بفضل حلولنا المتقدمة، نضمن للعملاء سهولة تحقيق الامتثال الكامل للمتطلبات التنظيمية الصارمة داخل الدولة.
وقال: “بالإضافة إلى الأمن، يمكننا أيضًا، بناءً على طلب العميل، المساهمة في زيادة الإنتاجية عبر إجراء تحليل شامل لبيئة العمل الداخلية”.
وكشف فولودن، عن نتائج بحث لعام 2024 تشير إلى أن 50% من الشركات في الشرق الأوسط قد تعرضت لتسريبات بيانات مرتبطة بأطراف داخلية. وقد سُجلت هذه الحوادث في أغلب الأحيان في قطاعي تكنولوجيا المعلومات والقطاع العام. في سياق الاحتيال المؤسسي، سُجلت 40% من الحالات في المنطقة بنحو مستقل في القطاع المالي، مما يؤكد الحاجة الماسة إلى حلولنا الداخلية.
تكلفة الاختراق في الشرق الأوسط الأعلى عالميًا:
شارك كاشف أزهر، المدير العام لشركة (FVC) – الشريك الإقليمي لشركة SearchInform – في المقابلة، مؤكدًا أن حماية البيانات تحتل مكانة متقدمة في إستراتيجيات المؤسسات، مشيرًا إلى أن التهديدات الداخلية باتت مصدر قلق مساوٍ للتهديدات الخارجية.
وقدم أزهر أرقامًا لافتة قائلًا: “يبلغ متوسط التكلفة المترتبة على اختراق البيانات في منطقة الشرق الأوسط أكثر من 7 ملايين دولار، متجاوزًا المتوسط العالمي الذي يبلغ نحو 4 ملايين دولار”. وأشار إلى أن هذه الكلفة المرتفعة تفسر سبب تسارع الحكومات في المنطقة إلى تعزيز تشريعات الأمن السيبراني.
وأضاف أزهر: “هذا الأمر بالغ الأهمية، خصوصًا في ظل الارتفاع السريع في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطوير تطبيقات جديدة تزيد معها المخاطر في مختلف المجالات. ففي المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، دفعت الزيادة الملحوظة في التهديدات الأمنية مؤسسات مثل: سدايا (SDAIA)، والمركز الوطني للأمن السيبراني (NCA) إلى فرض لوائح صارمة لضمان امتثال الشركات”.
وأكد أزهر، أن الكثير من الشركات تسعى إلى الحصول على حلول شاملة ومتكاملة (All-in-One Solutions). وهذا هو جوهر شراكتنا القيمة مع (SearchInform). لماذا؟ لأننا نتجاوز مجرد تقديم المنتج؛ بل نقدم منظومة أمنية كاملة وشاملة، من خلال توفير التدريب والدعم المستمر على مستوى الخبراء لتلبية أدق متطلبات العملاء.
فلسفة (SearchInform).. البناء على احتياجات العميل:
أوضح أرتيم فولودن، أن فلسفة (SearchInform) تقوم على “البناء استنادًا إلى الخبرة العملية الواقعية”، فكل كل ميزة جديدة نطورها في منتجاتنا تأتي استجابة لمتطلبات العملاء الحقيقية. وقد شمل ذلك تكييف الحلول لمنع تسريب البيانات عبر أدوات الذكاء الاصطناعي فور ظهور هذا التهديد.
كما أشار إلى أن التحدي الأكبر في المجال يتمثل في نقص المتخصصين في الأمن السيبراني في المنطقة، وقد دفع الشركة إلى تقديم نموذج خدمة الأمن المُدارة (Managed Security Service)، التي توفر حماية شاملة للعميل دون الحاجة إلى كوادر إضافية أو بنية تحتية.
وأكد فولودن، أن الشركة تعمل بنشاط على توسيع شبكة شركائها وموزعيها، خاصة في المملكة العربية السعودية – حيث افتتحت مكتبًا جديدًا – والإمارات، بهدف تعزيز الوعي حول ضرورة معالجة التهديدات الداخلية على المستويين الحكومي والتجاري.
كما أشار إلى أن الشركة تولي أهمية كبرى لتطوير الشراكات مع قادة الأمن السيبراني الإقليميين الموثوق بهم، مثل FVC، والمشاركة في الفعاليات الإقليمية، مؤكدًا أن الهدف ليس فقط عرض التكنولوجيا، بل أيضًا رفع الوعي بمخاطر التهديدات الداخلية على المستويين الحكومي والتجاري.
في ختام الحوار، شدد فولودن على أن التقنيات المتقدمة لا يمكنها وحدها ضمان الأمان ما لم ترافقها ثقافة ووعي سيبراني لدى الموظفين، مضيفًا أن المستقبل الرقمي الآمن يعتمد على تعاون الإنسان والتقنية معًا، وليس أحدهما دون الآخر.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط
المصدر: البوابة العربية للأخبار التقنية