من دبي إلى العالم.. “جيتكس جلوبال 2025” منصة ترسم ملامح العقد المقبل من الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي

من دبي إلى العالم.. “جيتكس جلوبال 2025” منصة ترسم ملامح العقد المقبل من الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي
من دبي إلى العالم.. “جيتكس جلوبال 2025” منصة ترسم ملامح العقد المقبل من الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي

رسّخ اليوم الرابع من النسخة الخامسة والأربعين لمعرض (جيتكس جلوبال 2025)، أكبر حدث عالمي في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، معيارًا جديدًا للتعاون الرقمي، إذ تحوّل الملتقى إلى منتدى عالمي لمعالجة السؤال الأكثر إلحاحًا في العصر الحديث: كيف نؤمّن عالمًا تقوده البيانات والذكاء الاصطناعي؟

فقد اجتمع صانعو السياسات ورواد الأمن السيبراني والمبتكرون، وسط أرض المعرض التي عرضت أحدث التقنيات في الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمّية، والروبوتات، وفي تأكيد على الدور المحوري للإمارات كجهة جامعة للعالم في قطاع التكنولوجيا، هيمنت قضايا المرونة السيبرانية، والتنظيم الاستباقي للذكاء الاصطناعي، والتعاون الدولي على نقاشات اليوم، ليؤكد جيتكس أهميته كقوة دافعة للتحول في الأعمال والاستثمارات.

عمر سلطان العلماء: التنظيم الاستباقي للذكاء الاصطناعي ضرورة وطنية

اُستهلت جلسات اليوم بكلمة قوية لمعالي عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد، أبرزت الأهمية القصوى لهذا التجمع قائلًا: “لا شيء يجسد رؤية الإمارات للتكنولوجيا ومكانتها كجهة جامعة للعالم مثل جيتكس”.

ودعا معاليه الحكومات والمؤسسات إلى إعطاء الأولوية القصوى لبناء القدرات في الذكاء الاصطناعي وإدارة المخاطر، واصفًا إياهما بـ “الضرورتين الوطنيتين”. وأضاف: “نحن مع التنظيم الاستباقي، لكنه يجب أن يكون مبنيًا على معرفة عميقة. نحتاج إلى سياسات مرِنة وقادرة على التكيف للتعامل مع أثر الذكاء الاصطناعي مع تطوره، وإدارته بفاعلية في كل خطوة”.

الكويتي: الإنسان خط الدفاع الأول في (المرونة السيبرانية 2030)

في كلمة محورية بعنوان: (المرونة السيبرانية 2030: الإنسان والسياسة والذكاء الاصطناعي في صلب الأمن الوطني)، عرض سعادة الدكتور محمد الكويتي، رئيس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، إطار عمل الدولة المتكامل الذي يجمع بين الحوكمة الصارمة، ورصد تهديدات الذكاء الاصطناعي، ورفع وعي المجتمع. وأكد سعادته أن الإنسان سيبقى دائماً خط الدفاع الأول، والوعي المجتمعي هو الركيزة الأهم في الأمن السيبراني.

وفي خطوة إستراتيجية على المنصة الرئيسية، أطلق مجلس الأمن السيبراني تقرير  تقرير (رؤية الإمارات للأمن السيبراني 2025). وعلق سعادته على الإطلاق قائلًا: “تُعد المرونة مهمة جدًا لنا في الإمارات، وهذا ما يعكسه التقرير الذي يركز على بناء القدرات، وتكثيف تبادل التكنولوجيا، وتعزيز الشراكات والابتكار المشترك”.

التهديدات العالمية والتعاون الدولي:

قدّم الدكتور نيل جِتون، مدير مكافحة الجرائم السيبرانية في الإنتربول، رؤى معمّقة حول إستراتيجية الهيئة العالمية المنسقة لمواجهة التهديدات العابرة للحدود، قائلًا: “يستخدم المجرمون الذكاء الاصطناعي لزيادة نطاق عملياتهم، وكفاءتها، وفعاليتها. وفي الإنتربول، نركز على توحيد الجهود العالمية عبر جمع الدول وممثلين معنيين من القطاع الخاص للعمل معًا على الخطوات اللازمة للتصدي للجرائم السيبرانية بفاعلية حاسمة”.

وسلّطت معالي ليزا-لي باكوستا، وزيرة العدل والشؤون الرقمية في إستونيا، الضوء على الإستراتيجيات الحيوية التي تتبناها الحكومات حول العالم لتحصين نفسها ضد التهديدات المتسارعة المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، وذلك عبر الأطر التعاونية والحوكمة القوية.

مؤكدة ضرورة العمل المشترك، قائلة: “كل هجوم سيبراني يخلّف آثارًا متعدية؛ لذا فإن التعاون الدولي بين الباحثين، والمتخصصين السيبرانيين، والشركات، والحكومات، أمرٌ أساسي وحاسم بالفعل”.

خفض تكلفة الذكاء الاصطناعي يفتح آفاقًا غير محدودة للابتكار:

أثار رائد تقنيات تخزين الطاقة، تافي ماديبيرك، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة (سكيلتون تكنولوجيز)، تساؤلات بالغة الأهمية حول اقتصاديات الذكاء الاصطناعي، مصرحًا بوضوح: “من المهم جدًا خفض كلفة الذكاء الاصطناعي. فإذا تمكّنت بالمبلغ نفسه من الحصول على قدرة حوسبة أعلى بنسبة 40%، يمكنك مباشرة تمكين تطبيقات جديدة ومحورية في أبحاث السرطان، والمناخ، وتقنيات البطاريات المتقدمة”.

إطلاق الابتكارات وعروض الأمن السيبراني

في المعرض، تواصلت عروض الشركات العالمية، التي قدّمت حلولًا مبتكرة تجمع بين التحول الرقمي والحماية السيبرانية، ومنها:

شركة هواوي:

لفتت هواوي الأنظار بعرضٍ شامل ومبهر لأكثر من 80 حلًا تحت شعار (الذكاء للجميع)، ويجمع هذا العرض خمسة محاور تحولية تشكّل اقتصاد الذكاء المستقبلي، وهي: تسريع التحول الصناعي الذكي، و Partner Park، و Huawei Cloud، ومركز البيانات الذكي، والحرم الذكي.

وكشفت الشركة عن حلول صناعية متكاملة تُسرّع التحول الرقمي الوطني للعمليات السيادية والهجينة. وفي إطار تعزيز تبادل المعرفة، أطلقت هواوي كذلك تقرير (رؤى تنمية مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 2025) بالشراكة مع معهد اليونسكو لتقنيات المعلومات في التعليم، ضمن فعاليات جيتكس جلوبال 2025.

كما عززت عروض الأتمتة الشبكية المدفوعة بالذكاء الاصطناعي، وأنظمة الطاقة الرقمية الموفرة للطاقة، والأطر المتقدمة للأمن السيبراني، ريادة هواوي في بناء الأسس الرقمية الصلبة لمدنٍ أذكى، ومؤسسات أكثر مرونة، ومجتمعاتٍ مترابطة.

شركة (OPSWAT):

قدمت شركة  (OPSWAT)، المتخصصة في مجال أمن البنى التحتية الحرجة، ابتكارها الجديد: (الصمام البصري) MetaDefender، الذي  صُمم خصوصًا لضمان نقل بالغ الأمان للبيانات بين بيئتي التكنولوجيا التشغيلية (OT) وتكنولوجيا المعلومات (IT).

وبالإضافة إلى ذلك، كشفت الشركة عن الجيل التالي من أكشاك (MetaDefende) بموديلاتها المتنوعة، التي توفر حماية متقدمة ومحكمة للأصول والبيانات الحساسة.

شركة (فورتينِت):

عرضت شركة (فورتينِت) Fortinet، الشركة العالمية المتخصصة في حلول الأمن الموحّد المدعوم بالذكاء الاصطناعي عبر الشبكات والخدمات السحابية، باقة (FortiGuard) للاستجابة للحوادث وجاهزيتها.

وتُعدّ هذه الباقة مجموعة خدمات متكاملة بقيادة خبراء، وتعتمد على أحدث المعلومات الاستخبارية، وتوفر دعما  مخصصًا بالكامل يجمع ببراعة بين الجاهزية، والاستجابة، والتحسين المستمر. كل ذلك يتم ضمن نموذج اشتراك يضمن توقع الكلفة، مما يعزز المرونة السيبرانية للشركات بفاعلية واقتصاد.

شراكات تعزز البنية التحتية لدبي:

على منصة مذكرات التفاهم، وقعت بلدية دبي وشركة فورتينِت إنترناشيونال اتفاقية إستراتيجية لتعزيز البنية التحتية للأمن السيبراني في الإمارة وتطوير ها بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتهدف هذه الشراكة النوعية إلى دعم التحول الرقمي الحاسم في القطاع الحكومي، من خلال تطوير أنظمة رقمية تتسم بالمرونة والأمان المطلق.

ختام النسخة الخامسة والأربعين والتحضير للانتقال:

يدخل (جيتكس جلوبال 2025) يومه الأخير مختتمًا أسبوعًا حافلًا بالإنجازات والشراكات القياسية، ليؤكد مكانته كملتقى لمستقبل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والحوسبة الكمية. ويأتي هذا النجاح قبيل الانتقال التاريخي للحدث إلى مدينة إكسبو دبي في عام 2026، مما يشير إلى حقبة جديدة من النمو والتأثير العالمي للفعالية.

وتنطلق النسخة الجديدة من معرض (جيتكس جلوبال) في عام 2026 في مقرها الجديد، مركز دبي للمعارض في مدينة إكسبو دبي، خلال المدة الممتدة من 7 إلى 11 ديسمبر 2026. وتُعدّ هذه الخطوة أضخم تظاهرة تكنولوجية في العالم، وتهدف إلى تقديم تجربة جديدة كليًا تجمع ببراعة بين الابتكار العميق، والاستكشاف العالمي، والوجهات الثقافية الفريدة.

فبعد خمسة وأربعين عامًا من الريادة، أسهم خلالها جيتكس في ترسيخ مكانة دبي ودولة الإمارات على خريطة التكنولوجيا العالمية. ويُشكّل انتقال تنظيم المعرض إلى شهر ديسمبر من كل عام خطوة إستراتيجية نوعية، إذ يعيد هذا التحول تموضع الحدث في قلب الموسم السياحي الأكثر حيوية في دبي.

نسخ الرابط تم نسخ الرابط

المصدر: البوابة العربية للأخبار التقنية

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إطلاق منصة “الذكاء الاصطناعي في صندوق”.. أبوظبي تقود حكومة المستقبل
التالى “دانة”.. منصة دبي الجديدة لإدارة المدن بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي والبيانات الجيومكانية