قبل أكثر من قرن، كان مرض السكري حكماً بالموت البطيء. لكن في كانون الثاني عام 1922، أنقذت حقنة واحدة حياة الصبي الكندي ليونارد طومسون، لتفتح فصلاً جديداً في تاريخ الطب الحديث.
القصة بدأت عندما قرر الطبيب الكندي فريدريك بانتينغ، بمساعدة فريق من جامعة تورنتو، استخراج مادة من بنكرياس الحيوانات بعد أن لاحظ أن هذه الغدة تتحكم في مستويات السكر في الدم. وبعد تجارب متكررة، تمكنوا من عزل المادة الفعالة، الإنسولين، وتنقيتها بما يكفي لتجربتها على البشر.
Advertisement
القصة بدأت عندما قرر الطبيب الكندي فريدريك بانتينغ، بمساعدة فريق من جامعة تورنتو، استخراج مادة من بنكرياس الحيوانات بعد أن لاحظ أن هذه الغدة تتحكم في مستويات السكر في الدم. وبعد تجارب متكررة، تمكنوا من عزل المادة الفعالة، الإنسولين، وتنقيتها بما يكفي لتجربتها على البشر.
نجحت التجربة، وتحسّنت حالة طومسون بسرعة مدهشة، ليتحوّل الاكتشاف إلى ثورة طبية غيّرت مصير ملايين المرضى حول العالم. وفي العام التالي، حاز بانتينغ وأستاذه ماكلاود جائزة نوبل في الطب تقديراً لهذا الإنجاز التاريخي.
لاحقاً، تولّت شركة إيلي ليلي إنتاج الإنسولين بكميات تجارية، ثم بدأت شركات أخرى في تطوير طرق أكثر نقاءً واستقراراً للدواء. ومع التقدم العلمي، أصبح من الممكن تصنيع الإنسولين في المختبرات باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية. وفي عام 1982، وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على أول إنسولين صناعي بالكامل تحت اسم "هومولين" (Humulin).
اليوم، لا يزال الإنسولين أحد أكثر الأدوية إنقاذاً للحياة في التاريخ. ورغم مضي قرن على اكتشافه، يواصل العلماء تطوير نظائر جديدة أكثر سرعة أو أطول مفعولاً، لتمنح مرضى السكري تحكماً أدق في مستويات السكر وجودة حياة أفضل.
إنها ليست مجرد قصة علمية… بل قصة إنسانية بدأت بحقنة صغيرة، وأنقذت العالم من مرضٍ كان يُعدّ يوماً ما نهاية مؤكدة.




