موقع دعم الإخباري

برّي يتلقى صفعة إيرانية من “الحزب”!

كتب رامي نعيم في “نداء الوطن”:

لم تعُد تُسمّى البيئة الشيعية في لبنان بـ “بيئة المقاومة” بل صارت تُعرف بـ “بيئة السلحفاة” حاملة بيتها على ظهرها وهاربة من جحيم الموت.

هذا الموت الذي وضع “حزب الله” أبناء الجنوب والبقاع وبيروت تحت رحمته يتحكّم بيومياتهم بحياتهم بأحلامهم بصوتهم وبصمتهم. فجأة ومن دون سابق إنذارٍ وعلى عكس ما كانت توحي به تسريبات المسؤولين السياسيين المعنيين بالتفاوض مع “حزب الله” لإقناعه بضرورة قبول طرح رئيس الجمهورية جوزاف عون للتفاوض مع إسرائيل خرج “حزب الله” برسالة إلى الرؤساء الثلاثة معلنًا رفضه المفاوضات. الرسالة تحمل الكثير لكن رفض المفاوضات هو البند الأهم وهو يعكس موقفًا إيرانيًا أكثر منه لبنانيًا خصوصًا أن الأجواء حتى صباح أمس كانت توحي بموافقة “حزب الله” على التفاوض. ولكن ماذا حدث؟ ولماذا رفض “الحزب” في اللحظات الأخيرة؟ وكيف سيواجه “الحزب” التصعيد الإسرائيلي الذي كان يعلم أنه سيبدأ لحظة رفضه التفاوض؟ في معلومات خاصة بـ “نداء الوطن” فإن خلافًا قويًا وقع داخل “حزب الله” خصوصًا بين الفريق السياسي المقرّب من رئيس مجلس النواب نبيه برّي والفريق العسكري الخاضع للقرار الإيراني ولأن القرار السياسي يخضع في نهاية الأمر لإيران فإن “حزب الله” تلقى أمس بلاغًا إيرانيًا من الوليّ الفقيه برفض التفاوض والبقاء على جاهزية تامة لضرب اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل والذي وافق عليه “الحزب” نفسه. وبحسب المعلومات فإن “الحزب” أشار في رسالته أمس إلى إمكانية الرد على الضربات الإسرائيلية في خطوة لم تكن متوقعة منه من قبل الحكومة اللبنانية ومن قبل الإسرائيليين أنفسهم، وبحسب المصادر فإن الرسالة وُجهت إلى الرؤساء الثلاثة للقول إن برّي يتحمل مسؤولية إقناع الفريق السياسي في “حزب الله” بالتفاوض الأمر الذي لم يرق للإيرانيين.

في سياق متصل علمت “نداء الوطن” أن رئيسي الجمهورية والحكومة جوزاف عون ونواف سلام لم يرتاحا لرسالة “الحزب” وهما تواصلا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي بدا متفاجئًا بمضمون الرسالة وتشير المعلومات إلى أن الأميركيين والخليجيين حذروا المسؤولين اللبنانيين من خطورة موقف “الحزب” وأن رسالة المعنيين بالملف اللبناني من الجانب الأميركي كانت سوداوية الإشارات.

وإذا بقيَ “حزب الله” مصرًّا على مواقفه فإن لا مفرّ من أمرين: الأول تصعيد إسرائيلي لا يعرف أحد مداه ومدّته والثاني ضغط دوليّ كبير على الحكومة والرئيس لحث الجيش اللبناني على سحب سلاح “الحزب” ولو بالقوة. متابعون كثر رأوا أن ما يحدث على المستوى الشيعي الشيعي يبشر باقتراب الخلاف بين الثنائي خصوصًا وأن رسالة “الحزب” أتت بعد 24 ساعة على إعلان برّي من المصيلح إطلاق إعادة الإعمار وقد نُقل عن بعض المقربين من برّي أن إيران لم تقل لبرّي الأمر لك ولو قالها بعض مسؤولي “الحزب في لبنان”. على صعيد آخر تتحدث المعلومات عن تصعيد إسرائيلي كبير هذا الأسبوع يترافق مع تفاؤل إسرائيلي أميركيّ باقتراب توقيع اتفاق بين إسرائيل وسوريا على وقع زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع البيت الأبيض ولقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأمر الذي سيشكّل ضغطًا على الرئيس والحكومة اللبنانية وسيضع “حزب الله” في موقف حرج حيث سيعرف أنه تُرك وحيدًا وأن مسألة السلام مع إسرائيل ليست ببعيدة.

فهل سيحمي “حزب الله” بيئته من القتل والتشرّد طالما أن النتيجة في النهاية ستكون استسلامه وتسليم السلاح أم أن القرار الإيراني صدر بتصفية ما تبقى من بيئة “الحزب” تحسبًا لتخفيف أعباء كثيرة في المستقبل القريب؟

أخبار متعلقة :