كتبت رندة تقي الدين في “النهار”:
كشف مصدر دبلوماسي فرنسي، عن أن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أجرى اتصالاً بالمبعوث الأميركي إلى كل من لبنان وسوريا توم براك. بالنسبة إلى لبنان، تطرق المسؤولان إلى الدعم الدولي للجيش اللبناني من أجل تنفيذ خطة نزع السلاح التي قدمتها الحكومة واتفقا على أهمية أن يظهر الجيش اللبناني تقدماً ملموساً ومحدداً بالأرقام في عملياته لنزع سلاح “حزب الله” جنوبي نهر الليطاني وأن يعبّر بوضوح وتسلسل عن احتياجاته. وأشار الوزير الفرنسي إلى التزام الرئيس إيمانويل ماكرون الحشد لتنظيم مؤتمر دولي في الرياض في تشرين الثاني لدعم القوات المسلحة اللبنانية.
وكان ماكرون قد اتصل بوليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قبل يومين مطالباً بضرورة مؤتمر دعم الجيش اللبناني في الرياض، لكن المملكة لم تعط ردّها النهائي بعد. ومن المتوقع أن يزور المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان السعودية للقاء المسؤول عن الملف الأمير يزيد بن فرحان.
وفي ما يتعلق بالإصلاحات الاقتصادية اتفق الوزير والمبعوث الأميركي الخاص على ضرورة وفاء السلطات اللبنانية بالتزاماتها من خلال إقرار قانون لتوزيع خسائر المودعين في المصارف وإبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي. يذكر أن المسوؤل عن مساعدة لبنان في الملف المالي هو الدبلوماسي الفرنسي جاك دو لا جوجي الذي يساعد اللبنانيين على التوصّل إلى اتفاق مع الصندوق. وإذا تحقق ذلك ففرنسا مستعدة لاستضافة مؤتمر في باريس مخصّص لإعادة إعمار لبنان وإنعاشه. يضيف المصدر أن ما قاله باراك على موقعه أمس هو نتيجة بطء السلطات اللبنانية في تنفيذ خطة نزع سلاح “حزب الله” وأن التوتر يسود لبنان نتيجة استمرار جولات “الدرونز” الإسرائيلية في سماء لبنان وأنه ما زالت هناك نقاط عديدة في الجنوب لم يُنزع السلاح فيها.
وتدرك باريس صعوبات الجيش اللبناني، لذا يعوّل ماكرون على عقد مؤتمر لدعم الجيش في الرياض في أقرب وقت على أن تسهم المملكة في مساعدة الجيش.
إلى ذلك، أضاف المصدر الدبلوماسي الفرنسي أن الوزير وباراك تبادلا تقييماً إيجابياً لمسار التقارب الجاري بين السلطات اللبنانية والسورية الانتقالية الذي ظهر في زيارة وزير الخارجية السوري بيروت في الأول من أيلول حيث اتفقا على أهمّية مواصلة لبنان وسوريا هذا النهج لمصلحة سيادة البلدين واستقرارهما.
وتطرّق الجانبان إلى الوضع في سوريا وأكدا دعمهما الانتقال في سوريا وجهود الانتعاش الاجتماعي والاقتصادي في البلاد، وأكدا أن تنسيق جهود مختلف الأطراف الإقليمية والدولية والسلطات السورية في هذا الاتجاه حاسم بما يسمح بإعادة دمج سوريا في أسرع وقت ممكن في محيطها الإقليمي وفي النظامين الاقتصادي والمالي العالميين. وناقشا بعمق التطورات الإيجابية الأخيرة بين السلطات السورية الانتقالية و”قوات سوريا الديموقراطية” واتفقا على أن تبقى باريس وواشنطن على تنسيق وثيق ومواصلة الجهود لتسهيل الحوار بين الطرفين تمهيداً لتنفيذ اتفاق 10 آذار ولتهدئة التوترات الميدانية في إطار اتفاق وقف إطلاق النار المعلن في 7 تشرين الأول لأنه لا يمكن تحقيق استقرار دائم في المتطقة إلا عبر حل تفاوضي وسلمي يفضي إلى توحيد سوريا ودمج مناطق شمال شرق سوريا وسكانها في مسار الانتقال السياسي الوطني.
أخبار متعلقة :