موقع دعم الإخباري

الانتخابات النيابية في عكار: حماسة شعبية وبرودة سياسية

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

تعكس أجواء عكار حالة من الترقّب والحماس وكأنّ الاستحقاق النيابي على الأبواب. في القرى والبلدات، تنتشر النقاشات السياسية بين الأهالي في المقاهي والأسواق، فيما تتحوّل اللقاءات العائلية والمناطقية إلى منصّات للنقاش حول التحالفات والخيارات المستقبلية، قبل 8 أشهر على موعد الاستحقاق الانتخابي.

الحديث في الشارع لم يعد يقتصر على التوقعات أو الأسماء، بل وصل إلى تفاصيل تركيب اللوائح والتحالفات المحتملة، فوضعوا هذا النائب في لائحة، في مواجهة مع ذاك الذي سيترشّح على لائحة أخرى مدعومًا من هذا الحزب ومن تلك الدولة.

الحماسة السياسية أقل

أما على المستويين السياسي والحزبي، فتبدو الحماسة أقل بكثير، ولم تتعد جس النبض وسط توقعات لا يخفيها نواب المنطقة، من إمكانية اتّجاه الأمور نحو التأجيل لأسباب عدة باتت معروفة وأهمها، أن الخارج لم يحسم أمره بإمكان إجراء انتخابات في ظل السلاح، ناهيك عن أن هذا الخارج يجد بهذه الحكومة ما لم يجده في أي حكومة سابقة.

المملكة لا تتبنّى أسماء

بالمقابل، تحاول شخصيات ناشئة وطارئة على المشهد السياسي، فرض حضورها في أي معركة مقبلة، والتسويق بأنها هي خيار المملكة العربية السعودية لاستحقاق 2026، لأنها سئمت من النواب الحاليين أو بعضعم وتريد التغيير والتدخّل المباشر بالانتخابات. هذا الأمر يدحضه اللقاء الأخير للأمير يزيد بن فرحان مع نواب كتلة “الاعتدال الوطني” بشكل كامل، إذ لم يستثن أحدًا منهم. فقد علمت “نداء الوطن” في هذا السياق، بأن بن فرحان لم يتطرّق معهم بالحديث عن الانتخابات النيابية القادمة بأي شكل من الأشكال، إنما تركّز البحث على أهمية توحيد الموقف خلف الدولة التي تدعمها المملكة بشكل واضح… مع العلم بأن هؤلاء النواب كما غيرهم من نواب الطائفة السنية، لا تزال حركتهم الانتخابية دون المستوى المطلوب، بانتظار أي إشارات خارجية لا سيما من المملكة العربية السعودية، لجهة أي سلوك انتخابي ستختار، أو حسم الخيارات الكبرى قبل الانطلاق بشكل فعلي على الأرض.

ومع أنّ المزاج الشعبي يبدو حاضرًا ونشطًا، فإنّ التفاصيل بين الناس تكشف عن تناقضات واضحة مع ما يتحدث عنه نواب المنطقة، الذين يرجّح أكثرهم خيار التأجيل. وحتى الآن، بحسب المعطيات المتوفرة، لم تتحدث الرياض مع أي طرف لبناني بشأن ملف الانتخابات، ما يجعل أي ادّعاء بالرضا السعودي لدى هذه الجهة أو تلك، مجرد محاولة من بعض الشخصيات الطامحة للقفز طويلًا علّ المملكة تراه، لكسب تأييد مبكر، من دون أي تثبيت على الأرض.

على العموم يبدو الشارع العكاري متحمسًا ويستبق الأحداث. فيرمي الحُرم السعودي على شخصيات ويضع غطاء المملكة على شخصيات أخرى… هذا الاستعجال يلخّصه أحد ساسة المنطقة بالقول: “كلشي بوقته حلو .. والمملكة إذا فعلًا تدخّلت قد ترون الأمور عكس كل ما يُحكى الآن”. كلام هذا السياسي يشير إلى أن لا ثابتة انتخابية حتى اللحظة، إلا ثابتة أن قيادة تيار “المستقبل” في عكار، قد يئست من إمكانية عودة الحريري إلى الساحة، فتوزّع عناصرها على عدد من المرشّحين والطامحين.

 

أخبار متعلقة :