Advertisement
وبحسب الصحيفة، "وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature، يبدو أن لقاحات mRNA تُحفّز استجابة مناعية قوية تزيد متوسط مدة البقاء على قيد الحياة بنحو 75% لدى بعض مرضى السرطان. وقد تشير هذه النتائج، التي لا تزال قيد التطوير، إلى قوة إعادة استخدام اللقاحات والأدوية التي اجتازت بالفعل تجارب السلامة والمتاحة بتكلفة معقولة. فكيف يُمكن للقاحات كورونا أن تُسهم في علاج السرطان؟ يتطور السرطان عندما تنمو خلايا الجسم الطبيعية وتنقسم دون سيطرة، وعادة ما يتم التحكم في انقسام الخلايا بشكل صارم، ولكن عندما تحدث طفرات معينة، لا يعود الجسم قادرًا على إيقاف نمو الخلايا غير المنضبط. وتتراكم هذه الخلايا، التي تُعرف غالبًا بالخلايا الخبيثة، لتشكل ورمًا. ولمواصلة نموها، تُنشئ هذه الخلايا أوعية دموية جديدة لتغذي نفسها وتبدأ بالانتشار في كل أنحاء الجسم، وهو ما يُسمى بهجرة الخلايا السرطانية (Metastasis)".
وتابعت الصحيفة: "يتمتع جهاز المناعة لدينا بقدرة ممتازة على التعرف على الغزاة في أجسامنا، ولكن نظرًا لأن الخلايا السرطانية جزء من أجسامنا، فمن الصعب على جهاز المناعة لدينا التمييز بينها وبين الخلايا السليمة. وأمام الأطباء خيارات متعددة لمعالجة السرطان، عادةً ما تكون الجراحة أو العلاج الإشعاعي هما البداية، لإزالة الخلايا السرطانية الموضعية أو استهدافها. وإذا انتشرت في كل أنحاء الجسم، يصبح العلاج الكيميائي ضروريًا. وتستهدف أدوية العلاج الكيميائي الخلايا السريعة الانقسام لوقف نمو الأورام، لكن هذا يعني أنها تقتل أيضًا الخلايا السليمة في بصيلات الشعر وبطانة المعدة ونخاع العظم. أما العلاج المناعي فهو يهدف إلى تحضير الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية فقط. وركزت معظم جهود البحث هنا على تطوير لقاحات وأدوية مستهدفة لسرطانات محددة، مما يعني عملية طويلة ومكلفة لاختبار السلامة والفعالية والجرعة. لكن ما يبدو أنه يحدث مع لقاحات mRNA هو شيء مختلف: يبدو أنها تقوم بتنشيط الجهاز المناعي بشكل عام، وهذا يساعد الجسم على محاربة الخلايا السرطانية".
وأضافت الصحيفة، "قام باحثون في الولايات المتحدة بفحص السجلات الطبية لمرضى مصابين بسرطان الرئة في المرحلتين الثالثة والرابعة، والذين عولجوا بين عامي 2015 و2022 في مركز إم دي أندرسون للسرطان في جامعة تكساس. ومن بين هؤلاء، تلقى 180 مريضًا لقاح كوفيد-19 mRNA، إما من فايزر أو موديرنا، خلال 100 يوم من بدء العلاج المناعي. وفي هذه الدراسة الرصدية، قارن الباحثون هؤلاء المرضى بـ 704 مريضًا تلقوا الأدوية عينها ولكن لم يتلقوا لقاح كورونا. وفي الواقع، جاءت النتائج مثيرة للاهتمام، فقد عاش المرضى الذين تلقوا اللقاح متوسط 37.3 شهرًا، مقارنةً بـ 20.6 شهرًا في المجموعة التي لم تتلقاه. وبعد ثلاث سنوات من بدء العلاج، بقي 55.7% من المرضى المُلقَّحين على قيد الحياة، مقارنةً بـ 30.8% من غير المُلقَّحين".
وبحسب الصحيفة، "وجد العلماء أن دمج لقاح mRNA مع العلاج المناعي ساعد على تنشيط الجهاز المناعي وتحويل الأورام التي كانت مخفية سابقًا إلى أورام واضحة. ويقترح الباحثون أن لقاحات mRNA تعمل بمثابة مُحفز، حيث تُنشّط الخلايا المناعية في كل أنحاء الجسم، وهذا لا يستهدف السرطان مباشرةً، بل يُهيئ الجهاز المناعي ليكون أكثر يقظةً واستجابةً. وإذا تأكدت هذه النتائج في دراسات أخرى، فقد يُحدث ذلك ثورة في كيفية علاج السرطان. وبما أن لقاحات mRNA لكوفيد تم اختبارها بالفعل للتأكد من سلامتها على ملايين الأشخاص، يرى الباحثون إمكانية إعادة استخدامها كطريقة منخفضة المخاطر وغير مكلفة لتعزيز جهاز المناعة إلى جانب علاجات السرطان التقليدية. لكن هناك محاذير، فالنتائج مستمدة من دراسة رصدية، ما يعني أنها قد تُظهر ارتباطًا، لا علاقة سببية".




