فبحسب الدراسة، التي أجراها باحثون في جامعة موناش بمدينة ملبورن الأسترالية، فإن الأشخاص الذين تجاوزوا السبعين عاماً ويستمعون بانتظام إلى الموسيقى كانوا أقل عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 39%، كما أظهروا أداءً أفضل في اختبارات الذاكرة.
Advertisement
نمط الحياة والبيئة
بدورها قالت رايان في بيان: "في ظل عدم وجود علاج فعّال للخرف حتى الآن، فإن تحديد استراتيجيات تساعد على الوقاية أو تأخير ظهوره أمر بالغ الأهمية".
وأضافت: "تشير الأدلة إلى أن شيخوخة الدماغ لا تعتمد فقط على العمر أو الجينات، بل تتأثر أيضاً بنمط الحياة والبيئة التي يختارها الفرد لنفسه".
وشملت الدراسة أكثر من 10,800 شخص فوق سن السبعين، جرى تتبعهم لعدة سنوات ضمن دراسات أسترالية طويلة الأمد. وسُئل المشاركون عن مدى ممارستهم لأنشطة موسيقية — سواء الاستماع أو العزف — وتم تحليل البيانات ونشرها الشهر الماضي في مجلة International Journal of Geriatric Psychiatry.
فيما وجد الباحثون أن الانخراط المنتظم في الاستماع والعزف معاً خفّض أيضاً خطر الإصابة بـ"الضعف الإدراكي البسيط" — وهو أقل حدة من الخرف — بنسبة 22%، كما ارتبط بدرجات أعلى في القدرات المعرفية والذاكرة العرضية التي تساعد على تذكّر الأحداث اليومية.
فوائد الموسيقى
كما لوحظ أن فوائد الموسيقى كانت أوضح لدى من يمتلكون مستويات تعليمية أعلى — أي من أكملوا 16 عاماً من التعليم على الأقل — بينما جاءت النتائج متفاوتة لمن لديهم تعليم متوسط.
وأضافت الدراسة إلى تراكم الأدلة التي تُظهر أن الهوايات الإبداعية والاجتماعية والمحفزة ذهنياً مثل الموسيقى والقراءة والفنون، تساهم في الحفاظ على صحة الدماغ مع التقدم في العمر.
وكانت مراجعة بحثية أميركية يابانية عام 2022 قد خلصت إلى نتائج مشابهة تفيد بأن عزف الآلات الموسيقية يُحسن وظائف الدماغ لدى كبار السن.
ومع ذلك، أضاف: "هناك فوائد إضافية لعزف الآلات الموسيقية، من بينها زيادة التفاعل الاجتماعي — وهو عامل ثبتت أهميته الكبيرة مع التقدم في السن."
ويُقدّر عدد المصابين بالخرف حول العالم بنحو 57 مليون شخص وفق منظمة الصحة العالمية، وتشير نتائج الدراسة إلى أن الموسيقى قد تُعد وسيلة بسيطة للحفاظ على صحة الدماغ، وإن كانت لا تثبت بشكل قاطع أنها تمنع الخرف.




