إنه ملح إبسوم، أو كبريتات المغنيسيوم، ذلك المركب الطبيعي الذي يجمع بين بساطة المكونات وفعالية النتائج، فيواصل إثارة اهتمام الباحثين ويحتفظ بسحره الدائم في عالم الجمال والعافية.
Advertisement
لا يعود أصل ملح إبسوم إلى المختبرات الصناعية، بل إلى نبع طبيعي في بلدة إبسوم الإنجليزية، حيث تم اكتشافه لأول مرة. ورغم اختلافه الكيميائي عن ملح الطعام، فإن بلوراته اللامعة جعلت الناس يطلقون عليه الاسم ذاته.
على مرّ القرون، انتقل من كونه علاجا شعبيا لتخفيف التوتر وآلام العضلات إلى مكوّن أساسي في طقوس العناية بالجسم والاسترخاء.
تكمن قيمته في احتوائه على عنصري المغنيسيوم والكبريتات؛ فالمغنيسيوم يدعم وظائف العضلات والأعصاب، وينظم ضغط الدم، ويساعد في إنتاج الطاقة، بينما تساهم الكبريتات في تخليص الجسم من السموم ودعم صحة المفاصل.
ويعتمد استخدامه في الحمامات على امتصاص هذين العنصرين عبر الجلد، ما يمنح إحساسا فوريا بالراحة ويعيد للجسم توازنه الطبيعي بطريقة لطيفة وآمنة.
منذ القرن التاسع عشر، ارتبط ملح إبسوم بفكرة الراحة الجسدية والنفسية، إذ اعتاد الناس إذابته في الماء الدافئ لاستعادة النشاط بعد يوم طويل ومرهق.
ولا يزال هذا الطقس يحظى بشعبية حتى اليوم، إذ يُساعد الاستحمام بماء دافئ ممزوج بملح إبسوم على تخفيف توتر العضلات وتقليل الانتفاخات البسيطة، خاصة في الساقين والقدمين.
ويشير بعض الخبراء إلى أن الإحساس بالراحة بعد هذا الحمام يعود في الأساس إلى تأثير حرارة الماء وتحفيز الدورة الدموية أكثر من امتصاص المعادن نفسها.
ورغم الاعتقاد السائد بأن المغنيسيوم يساعد على تصريف السوائل الزائدة من الأنسجة وتقليل احتباس الماء، فإن الأدلة العلمية حول امتصاصه عبر الجلد لا تزال محدودة، ما يجعل تأثيره أقرب إلى الدعم العلاجي المساعد منه إلى الدوائي.
ومع ذلك، يواصل كثيرون الإشادة بقدرته على تحقيق الاسترخاء والراحة النفسية، في حين أكدت تجارب بعض المشاهير مثل غوينيث بالترو وفيكتوريا بيكهام فعاليته في تقليل الانتفاخ ومنح الجسم مظهرا أكثر خفة وتناسقا.
في روتين العناية الشخصية والجمال، يبرز ملح إبسوم كعنصر بسيط يمنح نتائج ملموسة في العناية بالبشرة والشعر، إذ يمكن مزجه مع منظف الوجه أو كريم مرطب لفرك الجلد برفق وإزالة الخلايا الميتة، مما يمنح البشرة نعومة وإشراقا طبيعيا.
كما يستخدم مع الشامبو أو البلسم لتقليل الدهون الزائدة وتنشيط فروة الرأس، فيبدو الشعر أكثر حيوية ولمعانا. وقد أشاد العديد من خبراء الجمال ومحبي العناية الطبيعية بقدرته على توفير إحساس بالنظافة والانتعاش يشبه تأثير “جلسة سبا” منزلية فاخرة.
ورغم أنه ليس علاجا سحريا، فإن تأثيره الفوري والبسيط يجعل منه إضافة محببة إلى الروتين اليومي لمن يبحثون عن لمسة جمال طبيعية وسهلة التنفيذ.
بعيدًا عن استخداماته الجمالية، يُعد ملح إبسوم وسيلة منزلية فعّالة لتخفيف التعب وآلام العضلات بعد مجهود بدني أو يوم طويل من الوقوف، إذ يساعد نقع القدمين أو الجسم في ماء دافئ مضاف إليه هذا الملح على تقليل التورم، وتنشيط الدورة الدموية، وإرخاء المفاصل المتوترة.
كما يُستخدم لتخفيف الانزعاج الناتج عن الكدمات أو الالتواءات البسيطة أو الأظافر المنغرسة، سواء من خلال النقع أو عبر كمادات موضعية، مما يمنح إحساسا فوريا بالراحة.
ورغم أنه ليس علاجا طبيا مباشرا، فإن تأثيره المهدئ جعل منه خيارًا شائعًا بين الرياضيين ومحبي العناية الطبيعية، نظرًا لقدرته على تخفيف التشنجات العضلية وتسريع عملية التعافي بطريقة لطيفة وآمنة.
بحسب موقع ميديكال نيوز توداي، لم تثبت الأبحاث بعد قدرة المغنيسيوم على اختراق الجلد بكميات كافية لإحداث تأثير فسيولوجي ملموس، بينما يُرجَّح أن يعود إحساس الراحة إلى العوامل الحرارية والنفسية المرتبطة بالاستحمام نفسه.
وتُشير بعض الدراسات إلى وجود امتصاص محدود للمغنيسيوم عبر الجلد، في حين ترى أخرى أن هذه الكمية غير كافية لتحقيق فوائد صحية واضحة. ومع ذلك، تؤكد العديد من التجارب الشخصية تأثيرًا مهدئًا وتحسنًا في المزاج بعد استخدامه.
ويتفق الخبراء على أن الاستحمام بالماء الدافئ بحد ذاته يُسهم في تقليل التوتر وتنشيط الجهاز العصبي اللاإرادي، ما يجعل ملح إبسوم مكمّلا فعّالا لتجربة استرخاء مفيدة، حتى وإن كانت الفوائد المعدنية المباشرة محدودة.